مونت كارلو الدولية: في الوقت الذي تدور فيه معارك شرسة على أرض غزة بين إسرائيل ومقاتلي حماس وبعد مقتل عشرات الآلاف من السكان المحاصرين في القطاع وتشريد نحو مليوني فلسطيني، تجري محادثات في مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار وتسوية الأوضاع بعد هجوم حماس الدامي على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
بين التجاذبات السياسية والتطورات العسكرية والميدانية، يبدو أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يتمسّكان بموقفهما، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يرفض أي وقف لإطلاق النار ويقول إن الحرب ستستمرّ لبضعة شهور حتى يتمّ القضاء على حركة حماس. من الجانب الآخر أعلنت حركة حماس والجهاد الإسلامي أنهما لن تتوقفا عن القتال ما لم يتوقف “العدوان” الإسرائيلي.
تدور المقترحات التي تتبنّاها مصر حول عدة نقاط، أولها تخلي حركة حماس والجهاد الإسلامي عن السلطة في قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار. ثانياً وقف إطلاق النار على عدة مراحل على أن تكون المرحلة الأولية مؤقتة لمدة أسبوع أو أسبوعين. أما المرحلة الثالثة والنهائية فتتضمن فكرة إدارة غزة بعد الحرب.
المرحلة الأولى من المقترح المصري: تخلّي حركة حماس والجهاد الإسلامي عن السلطة في قطاع غزة
بالنسبة لتخلي حماس عن السلطة في غزة، رفض مسؤولو حماس والجهاد هذا المقترح. ونفى مسؤولون من الحركتين علناً ما اقترحته مصر بهذا الخصوص. وتصر قيادات الحركتين على أن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب يجب أن يقرره الفلسطينيون أنفسهم وليس وفقا لإملاءات خارجية.
وتريد إسرائيل تدمير الحركتين وقال مساعدون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذا يعني تفكيك القدرات العسكرية وقدرات الإدارة لدى الجماعتين “ونزع التطرف” عن سكان قطاع غزة. ولم يتضح بعد إن كانت إزاحة الحركتين المقترحة عن السلطة ستفي بتلك المطالب.
المرحلة الثانية من المقترح المصري: وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل
بالنسبة لمقترح وقف إطلاق النار، أشار مصدران أمنيان مصريان إلى أن وقف القتال سيجري على عدة مراحل على أن تكون المرحلة الأولى مؤقتة لمدة أسبوع أو أسبوعين، ومن الممكن تجديد وقف إطلاق النار المؤقت.
لكن الجانب الفلسطيني رفض وقف إطلاق النار المؤقت. وصرّح مسؤولون فلسطينيون أن وقف إطلاق النار سيتمّ على ثلاث مراحل، فخلال الأيام العشرة الأولى من هدنة إنسانية تطلق حماس سراح كل النساء والأطفال والمسنّين المحتجزين لديها.
في المقابل، تطلق إسرائيل سراح عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين من نفس الفئات وتوقف كل العمليات القتالية وتسحب الدبابات من القطاع وتسمح بإيصال المساعدات الغذائية والطبية والوقود وغاز الطهي. وتسمح كذلك بعودة السكان إلى شمال قطاع شمال غزة.
أما المرحلة الثانية فتتضمن إطلاق حماس سراح كل المجنّدات الإسرائيليات المحتجزات لديها. في المقابل تطلق إسرائيل سراح مجموعة أخرى من الفلسطينيين من سجونها.
كما يتبادل الجانبان جثثا محتجزة لكل طرف لدى الآخر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
قد تستمر المرحلة الثالثة لمدة شهر وبناء على ما ستسفر عنه المفاوضات ستشهد إطلاق سراح كل المحتجزين لدى حماس مقابل عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين.
وستسحب إسرائيل الدبابات من قطاع غزة وسيوقف الجانبان كل الأنشطة القتالية.
وردا على سؤال حول المبادرة المطروحة على حماس بشأن وقف إطلاق النار، قال أسامة حمدان القيادي في الحركة خلال مؤتمر صحفي في لبنان إن هناك أفكارا كثيرة مطروحة تتعامل معها حماس على أساس رغبتها في “وقف شامل للعدوان وليس هدنا” مؤقتة. وأضاف أن الحركة منفتحة على الأفكار التي قد تؤدي إلى ذلك.
وتصرّ حماس والجهاد الإسلامي على أن صفقة تبادل الرهائن يجب أن تؤدي إلى إطلاق سراح كل الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال مسؤول كبير في حركة الجهاد الإسلامي “الكل مقابل الكل”.
أما إسرائيل فهي منفتحة على تهدئة أخرى، لكنها رفضت مطالب المسلحين الفلسطينيين بإنهاء الحرب وسحب القوات من غزة.