العُمانية: احتفل اليوم بمحافظة مسندم بوضع حجر الأساس لمشروع تطوير جزيرة التلغراف التاريخية (جزيرة مقلب) بولاية خصب، وهو مشروع سياحي بيئي ينفذه مكتب محافظ مسندم بالتعاون مع بلدية مسندم وشركة أوكيو ووزارة التراث والسياحة، بتكلفة تبلغ مليونًا و500 ألف ريال عُماني. رعى الحفل معالي السّيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم.
ويتضمن مشروع التطوير للجزيرة الذي تسعى المحافظة إلى أن يكون مزارًا مميزًا وفريدًا يضاف للمشروعات السياحية القائمة في المنطقة وإنشاء مرافق عامة تشمل قاعة متعددة الاستخدامات بمساحة ٧٣١ مترا مربعا، ومبنى خدمات ملحق بالقاعة متعددة الاستخدامات بمساحة ١٣٠ مترًا مربعًا، بالإضافة إلى إنشاء منصة إنزال بحري بطول ٨ أمتار وعرض ٢,٥ متر بنظام المنصات العائمة، وممشى جبلي للوصول إلى كل المنشآت على الجزيرة، بالإضافة إلى إنشاء منصتين للتصوير تطلان على أهم المعالم حول الجزيرة، ومنطقة مظللة مع الأرضيات خاصة بها، وغرفة للحراسة لدخول الجزيرة شاملة جميع الملحقات، ومبنى لمولدات الكهرباء وخزانات الوقود.
وقد جاء مشروع تطوير الجزيرة البحرية لما للجزيرة من شهرة تاريخية فريدة فهي حاضنة لأول خط للاتصالات الحديثة في الشرق الأوسط وتستمد اسمها من الكابل البحري الممتد من مدينة مومباي في القارة الهندية ومدينة البصرة في العراق لتكون جزيرة مقلب بخور شم في ولاية خصب محطة الإرسال عام 1864م بعد إذن مكتوب من السُّلطان ثويني بن سعيد بن سلطان البوسعيدي للحكومة البريطانية، شاهدة على بداية ميلاد حركة الاتصالات الحديثة في المنطقة كما أن ديموغرافيتها ومكوناتها الطبيعية وموقعها بين الأخوار البحرية عامل جذب للسياح ومحبي الاستكشاف والمغامرات.
وأكد معالي السّيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم على أن مشروع تطوير جزيرة التلغراف التاريخية بولاية خصب يأتي ترجمة واستكمالا لجهود المحافظة في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة وتحقيقًا لمرتكزات رؤية عُمان ٢٠٤٠، وإضافة نوعية للمشروعات السياحية المستدامة في المحافظة.
وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن المشروع يأتي لتطوير الأماكن التي يرتادها السياح وله قيمة تاريخية كبيرة، وهذه الجزيرة الصغيرة في حجمها، الكبيرة في تاريخها كان لها دور كبير في القرن التاسع عشر في التواصل بين الهند وبريطانيا في تلك الفترة لإيصال كيبل بحري بين منطقتين لزيادة سرعة الاتصالات.
وأشار معاليه إلى أن الجزيرة تمتاز بوجود إطلالات جميلة، ويتوافر حواليها من الشعاب المرجانية مما يشكل بيئة خصبة للتنزه والسباحة وغيرهما مبينا أن المشروع يحمل شقًّا بيئيًّا كونه يعد ملاذًا أفضل لوقوف السفن، إلى جانب توافر الاستدامة البيئية عبر استخدام الطاقة كون المنطقة هي منطقة طبيعية جميلة.
وأكد معالي السّيد محافظ مسندم على أن المشروع سيحقق عائدًا اقتصاديًّا جيدًا وإضافة وجهات سياحية للمؤسسات العاملة في القطاع السياحي خاصة وأن الكثير من السفن التي تنقل السياح من ميناء خصب إلى أخوار مسندم ومنها خور شم الذي تقع فيه الجزيرة مشيرا إلى أنه من المتوقع الانتهاء من المشروع بعد سنتين من الآن.
من جانبه أوضح رائد بن محمد الشحي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان رئيس فرع الغرفة بمحافظة مسندم، أن هذه المشاريع السياحية ذات الطابع التاريخي والبيئي تسهم في استقطاب الأفواج السياحية من داخل وخارج سلطنة عُمان وخاصة محبي الغوص والتخييم. وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن مشروع تطوير جزيرة التلغراف سيسهم في تحقيق العوائد الاقتصادية لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخاصة ملاك السفن السياحية واليخوت والقوارب.ودعا رائد الشحي أبناء ولايات محافظة مسندم إلى استغلال الفرص التي يتيحها المشروع من خلال إقامة المشاريع التي تخدم السياح بجزيرة التلغراف.