منى بنت سالم المعولية
يدرك القائمون على جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة والعاملون فيه إن الوعي يُغرس ومن ثم يحصد، وإن حماية المال العام يجب أن يكون ثقافة راسخة ممكن، وأسلوب حياة، قبل أن يكون هاجسا أو مجرد إلتزام، ولكي تبني قيمًا قوية، يجب أن يكون أساس البناء أقوى، فما يقوم على أكتاف البناء سيستقيم بقوة أسسه وأساسه، ولذا كان التمكين هو أهم الخطوات وأنجعها، ولكي يكون التعاون بالتوازي وبحس المسؤلية المشتركة من أجل حماية المال العام، وهو مربط كل المطالبات وسيد الأهداف وسياسة القيادة.
والمتابع عن كثب للجهود التي يبذلها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة يدرك جيداً إن الجهاز لم يكتف بالتتبع والتدقيق والمراقبة لضمان كفاءة استخدام الموارد المالية في الدولة وضبط استغلال تلك الموارد، لكن الأمر تعدى ذلك إلى التركيز على بناء الكفايات الوظيفية والمهنية لمنتسبي الجهات المشمولة برقابته في مجال المناقصات والعقود والمشتريات والمجالات ذات العلاقة بالشؤون الإدارية والمالية، والذي امتد إلى أفرع الوزارات والجهات الحكومية في كافة محافظات سلطنة عمان المختلفة، وذلك من خلال تدريب الموظفين وإكسابهم المعارف المختلفة، سعيا من الجهاز لتأهل الموظفين في الجوانب المرتبطة بجوانب إدارة المناقصات وغيرها من اللجان لتمكين الموظفين وهذه الجهات للإسهام في توجيه الموارد المالية نحو تحقيق الأهداف وبكفاءة عالية، ويتواكب ذلك مع كثير من الحراكات والأنشطة الملموسة لجهاز الرقابة الإداري والمالي للدولة.
نعيش في منظومة متصلة ومتواصلة، تتشابه تماما بتلك الأعراض المرتبطة بالجسد الواحد، وحين يكون الجسد صحيح البنية متين المقاومة والبنيان يكون قادراً تماماً على المواصلة ودرء كل التحديات، وفي القاعدة الإدارية لا نكتفي باستقطاب الكفاءات بل نعمل على تطوير تلك الكفاءات ونعمل من خلالها على رفع المستويات الأضعف، لذا نجد إن تأهيل الكفايات في أكثر المواضيع حساسية ممن يشرف عليها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة يجعلنا نؤكد إننا على الطريق المرسوم بدقة لأهداف رؤية عمان ٢٠٤٠ وترسيخ الحوكمة.
ومن هنا، ندرك أن المسارات المختلفة التي يتبناها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة سواءً في مجال بسط الرقابة بمختلف أنواعها، أو تنفيذ الأنشطة التوعوية لغرس ثقافة النزاهة لدى كافة الفئات الوظيفية والمجتمعية، إلى جانب الشراكه الفاعلة مع الجهات المشمولة بالرقابة والأجهزة النظيرة والمنظمات الإقليمية والدولية، علاوةً على تأهيل وتدريب منتسبي الجهات المختلفة ليدعونا إلى الجزم بأن جهاز الرقابة يتبنى أفضل الممارسات الدولية للقيام بأدواره المختلفة تحقيقاً لأهداف التنمية الشاملة ومواكبةً لتطلعات أبناء عمان الأوفياء، وموائمةً مع الرؤية الحكيمة لمولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه-.