منصة الطاقة: توقعت دراسة حديثة انخفاض تكلفة توليد طاقة الأمواج السنوات الـ10المقبلة حتى تصبح أكثر قدرة على منافسة أنواع أخرى من الطاقة المتجددة، على رأسها طاقة الرياح.
وشهدت بعض أنواع الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس تراجعًا هائلًا في تكلفة توليدها خلال السنوات الماضية، ما جعلها العلاج الأمثل للعالم في مجال توفير طاقة نظيفة ورخيصة، لكنها غير موثوقة بسبب تغير أحوال الطقس الدائم.
ويرى بعضهم، من بينهم شركات طاقة عالمية، أن طاقة الأمواج قد تكون مصدرًا أفضل، إذ إنها متوافرة ليلًا ونهارًا، كما أن كثافة الطاقة بها تفوق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وطاقة الأمواج ما تزال في طورها الأول، ويكتنفها كثير من الغموض، ما دعا المختبر الوطني للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، إلى إجراء دراسة في سبتمبر/أيلول الماضي، قدّمت منهجية أكثر شمولًا ودقة لقياس الطاقة المتاحة للأمواج في مواقع المحيطات حول العالم.
كما أن جامعتين أوروبيتين، هما “إل يو تي” الفنلندية و”تي يو ديلفت” للتكنولوجيا الهولندية، نجحتا في دراستهما الحديثة، التي طالعت نتائجها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، في تقديم تقييم فني اقتصادي لهذا النوع من الطاقة على مستوى العالم والإقليم.
خلصت دراسة حديثة لجامعتين أوروبيتين إلى أن تكلفة طاقة الأمواج ستتراجع لتنافس طاقة الرياح خلال عقد من الزمن، إذ سيحتاج توليد ميغاواط/ساعة من هذه الطاقة إلى أقل من 70 يورو (75.6 دولارًا أميركيًا) بحلول عام 2035، وفق مشروع “إي يو-سكورز” EU-SCORES.
* اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا.
وفي أبريل/نيسان 2023، انطلق مشروع ” EU-SCORES”، الذي يركّز على تطوير مجمعات الطاقة متعددة الاستعمال، من خلال جمع مصادر مختلفة للطاقة المتجددة البحرية في موقع واحد، بعد حصوله على موافقة رسمية من الوكالة التنفيذية الأوروبية للمناخ والبنية التحتية والبيئة (CINEA).
وقال مساعد بحوث الطاقة البحرية المتجددة في جامعة “تي يو ديلفت” جورج لافيداس: “التعاون مع جامعة إل يو تي أظهر أنه من خلال الجمع بين الخبرات متعددة التخصصات، يمكن كشف إمكانات طاقة الأمواج العالمية الواعدة، وتسريع تحول الطاقة”.
وكشفت دراسة الجامعتين أنه على المدى المتوسط ستكون تكلفة ميغاواط/ساعة من طاقة الأمواج أقلّ من 100 يورو (108 دولارات أميركية) بحلول عام 2030، لتوليد 39.7 ألف تيراواط/ساعة من الكهرباء.
وبحلول منتصف الألفية (2050)، ستنخفض التكلفة إلى أقل من 50 يورو (54 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة، تولّد 29 ألف تيراواط/ساعة.
وأشارت الدراسة إلى أن طاقة الأمواج قادرة على تنويع مصادر الطاقة، وأيضًا تحقيق التكامل مع الطاقة الشمسية، عبر توليد كميات أكبر في الشتاء، وأقلّ في الصيف.
رغم تكلفة طاقة الأمواج المرتفعة، فإنها تستطيع أن تقلل من الحاجة إلى التخزين المتوسط الأجل والموسمي للكهرباء، ما يخفض إجمالي تكاليف النظام، وفق دراسة حديثة لجامعتين في أوروبا.
وترتبط النتائج على وجه الخصوص بالدول ذات الكثافة السكانية العالية، وتلك التي تتّسم بمحدودية فرص تدشين مشروعات طاقة رياح برية، ما يدفعها إلى استيراد الكهرباء، حسبما ذكر موقع “أوفشور إنرجي بيز”.
وكانت دراسة المختبر الوطني للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي، قد أشارت إلى أن طاقة الأمواج يمكنها تزويد المجتمعات الساحلية بالكهرباء، وإنتاج مياه شرب نظيفة من المحيط، وإمداد مزارع المأكولات البحرية بالكهرباء، والمساعدة بإزالة الكربون من قطاع الشحن الدولي، اعتمادًا على الطاقة الكامنة في المحيط نفسه.
وكانت شركة إيني الإيطالية Eni قد نجحت في تركيب أول محول لطاقة الأمواج في العالم، في شهر مارس/آذار 2023، مستهدفة توفير إمدادات الكهرباء للبنية التحتية البحرية والجزر الصغيرة والمجتمعات الساحلية غير المتصلة بالشبكة.
ويبعد المحول بنحو 800 متر عن ساحل جزيرة “بانتيليريا” الواقعة في مضيق صقلية بالبحر المتوسط وربطه بالشبكة، حسبما أعلنت الشركة عبر موقعها الإلكتروني في 7 مارس/آذار من العام الماضي.
ورحّبت المفوضية الأوروبية -في إستراتيجيتها للطاقة المتجددة البحرية- بالمحول والاتجاه للاستفادة من طاقة الأمواج بتحويلها إلى كهرباء.